الهستيريا: Hysteria
يشتق لفظ الهستيريا
لغويًا من لفظ رحم المرأة Uterus or Womb وفي مجال علم النفس يشير
عصاب الهستيريا إلى ردود الفعل التفككية والتحللية Dissociation
أو
ردود الفعل التحولية Conversion
.
والهستيريا من أهم
الأمراض ذات النشأة السيكولوجية ، وقديمًا كان الإغريق معتقدون أن الهستيريا تنتج
من تحول أو انتقال رحم المرأة من مكانه ولذلك أطلقوا هذا الإصطلاح على رحم المرأة.
ولقد احتل البحث في الهستيريا مكان الصدارة لدى كثير من علماء النفس.
من بينهم فرويد وجانت
وبرنهيم، واتشاركوت يري في أسبابها عنصرًلا وراثيًا أو عاملاً يهيئ الفرد للإصابة
بالمرض، والمعروف تاريخيًا أن فرويد ابتكر علم النفس التحليلي لعلاج مرض
الهستيريا.
وحيث أن أعراض
الهستريا تشبه أعراض أمراض أخرى، فإن الأطباء يجدون صعوبة في عمل التشخيص المبكر ،
فالشخص الهستيري قد يأخذ أعراض المرضى المحيطين به أو قد يأخذ أعراض الأمراض التي
قرأ عنها هذا إلى جانب وجود الأعراض الجسمية أو الشكوى الجسمية التي تتخذ من عضو
ضعيف في الجسم مركزًا لظهورها، وعلى ذلك فالشخص الهستيري قد يصبح أعمى أو أصمًا أو
مشلولاً أو عاجزًا عن الشعور، وهو عرضة للشعور بالأم مبرحة عندما لا يكون هناك أي
جرح أو تدمير في أعضائه الجسمية، وقد يغرق المريض في حالة شديدة من فقدان الذاكرة.
في هذه الحالة قد
ينسى المريض اسمه واسم زوجته وأولاده ومحل سكنه ووظيفته.
وفي الواقع ردود
الفعل التفككية نادرة الحدوث وليست شائعة يعتقد البعض ، ومن مظاهرها ذات النشأة
السيكولوجية أي غير العضوية ثلاثة أنواع هي:
1-
فقدان
الذاكرة.
2-
التوهان.
3-
تعدد
الشخصية أو ازدواج الشخصية أو ثنائية الشخصية.
السمة الرئيسية في
هذه الاضطرابات هي فقدان الهوية الشخصية . ففي فقدان الذاكرة ينسى الفرد مؤقتًا كل
الخبرات المرتبطة بالذات التي يرغب في نسيانها ولكن يبقى متذكرًا لكثير مما تعلمه،
فيظل يتحدث نفس اللغة ، وقد تستمر حالة فقدان الذاكرة بضعة دقائق أو بضعة ساعات أو
عدة أيام وإذا استمر فقدان الهوية لفترة طويلة أصبحت الحالة توهانًا Fugue وقد
يظل المريض تائهًا لعدة سنوات ، يمثل فقدان الذاكرة هروبًا من موقف لا يحتمل.
وعلى الرغم من أن
بداية المرض تكون فجائية هناك تاريخ للقلق العصابي ناتج عن وجود صراعات حادة. يصبح
هذا القلق خارجًا عن نطاق سيطرة الفرد نتيجة لوجود أزمة في حياة الفرد الشخصية أو
كنتيجة لموقف خارجي يستولي على الفرد. ويفيد فقدان الهوية كحل للموقف المتأزم حيث
يرغب الفرد في الهروب بعيدًا أو الفرار أو نسيان الماضي كله ، وبدء حياة من جديد.
ويرغب الفرد في فقدان الذاكرة مرغمًا أو مضطرًا. وفي حالة تعدد الشخصية تعمل كل
شخصية مستقلة عن الأخرى ، وتنمو هذه الحالة بنفس الطريقة التي تنمو بها حالتا
النسيان والتوهان، فهناك حاجة للهروب من الصراعات المتعمقة بالماضي والهروب من
تهديد الحاضر.
وأحيانًا يود المريض
أن يهرب من نفسه، يميل كثير من علماء النفس في الوقت الحاضر إلى استخدام اصطلاح رد
الفعل التحولي بدلاً من اصطلاح هستيريا ولقد كان هيبوقراط يعتقد أن الهستيريا
تنحصر في النساء وأنها ناتجة عن تحول في الرحم وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن
أسباب جنسية للهستيريا إلا أنه أوصى بالزواج كوسيلة للعلاج من الهيستيريا، أما
جالين Galen فلقد
رفض فكرة أن الهستريا ناتجة عن اضطراب الرحم، وإن كان يعتقد أنها ترتبط بهذا
العضو. واقترح آثاره عنق الرحم والبظر Clitoris .
وكان مثل هيبوقراط
لديه فكرة غامضة بأن الهستيريا ترتبط على نحو ما بالجنس.
وفي غضون العصور
الوسطى كان ينظر إلى الأشخاص الذين يعانون من الهستيريا على أنهم هراطقة أو ذنادقة
أي كفرة في الدين حيث كان يعتقد أن سلوكهم ناتج عن خطاياهم ، كان يعتقد أن المريض
تتملكه الشياطين أو الأرواح الشريرة.
لذلك كان التعذيب هو
الوسيلة لتحرير أجسادهم من تلك الأرواح الشريرة.
وفي غضون القرن
التاسع عشر ظهر اتجاه نحو الهستيريا على يد أولا تشركوت ثم على يد جانيت وفرويد ،
كان شاركوت يعتقد أن الهستيريا مرض قائم بذاته ، وأن من بين خصائص هذا المرض
التخدير الجلدي Cutaneous Anesthesia .
ولاحظ ثلاثة خصائص
لهذا التخدير: أن المريض نادرًا ما يلاحظ هذا التخدير وأنه لا يسبب أي صعوبة
للمريض وأنه يتبع مفهوم المريض عن التشريح Anatom . وبعد ذلك اكشتف بابينسكي Babinski أن مظاهر التخدير الجلدي
تظهر من الأحيان الخاطئ من جانب الطبيب البشري المعالج واقترح تشاركوت الراحة
والعزلة للمريض لعلاجه.
تعريف الهستيريا:
فالهستيريا اضطراب في
السلوط تتحول فيه الصراعات النفسية إلى أعراض جسمية ، والهستيريا تمثل رد فعل
متعلم أو متعلم أو مكتسب للإحباط Frutration .
أعراض الهستيريا:
ويمكن تصنيف الأعراض
في ثلاثة أنواع هي:
1-
اضطرابات
فيزيقية دون وجود أي مرض في العضو أو الأعضاء.
2-
مبالغة
في الأعراض العضوية الحقيقية.
3-
أمراض
عضوية ناتجة عن توتر نفسي.
يؤدي التوتر النفسي
في الغالب إلى الإصابة ببعض الأمراض الجسمية حيث يعمل كعامل مهيئ أواستعدادي
للإصابة بالمرض Predisposing - أكثر من كونه عاملاً أو مفجرًا أو مثيرًا
للمرضPrecipitating - فعلى سبيل المثال تنتج قرحة المعدة Ulcer مباشرة من وجود العصارة الحمضية الهضمية التي
تعمل في معدة كانت عضلاتها غير نشطة، وتنتج هذه الحالة من التفاعل بين
الهيبوثليموس Hypothalmus ولحاه المخ أو قشرة المخ التي أصبحت مثارة عن
طريق الخوف المستديم أو الشعور بالغضب.
وعلى هذا يحمل الخوف
والغضب سلسلة من المؤثرات الفسيولوجية التي تؤدي في النهاية إلى قرحة المعدية ،
وتحدث مثل هذه الحالة بالنسبة لوظيفة القلب فالشخص الهاجئ يدق قلبه ويدفع الدم إلى
أعصاب الجسم، ولكن عندما يقع الفرد تحت تأثيرالضغط الانفعالي كالخوف أو الغضب
يستجيب القلب لحالة الطوارئ هذه بتدفق مزيد من الدم وزيادة ضخ الدم وإذا استمرت
حالة التوتر الإنفعالي لفترة طويلة من الزمن مع وجود هذه المطالب المتزايدة من
القلب ظهرت عليه علامات المرض.
وهناك أعراض حركية
لهستيريا التحولية من ذلك الرعشة أو الهزة التي تظهر في الشفاه أو الأيدي والأرجل،
وكثيرًا ما يطلق على بعض الأعراض الحركية للهستيريا الأعصبة المهنية Occupational Neuroses .
فالكاتبة تجد أصابعها
عاجزة عن الكتابة على الآلة الكاتبة والميكانيكي تعجز يداه عن الحركة، والمغني يجد
صعوبة في التحكم في أحباله الصوتية والكتاب تتوقف أصابعه وقد يؤدي أغير وظيفة
المريض وأهدافه إلى الشفاء.
وهناك حالات التشنج
الهستيري، وهو اضطراب عضلي يشبه الصرع. فقد يسقط المريض فاقد الوعي، ولكنه لا يعض
لسانه ولا يؤذي نفسه، وتحدث النوبة في الغالب في حضور الناس الآخرين ، حتى يستمتع
المريض بجذب انتباه الآخرين إليه، وفي حالات التخدير الهستيري يحدث فقدان كلي أم
جزئي.
هذا التخدير يحدث في
وحدات وظيفية وليس في وحدات تشريحية وفقًا لتوزيع الأعصاب الحسية ، يحدث التخدير
الهستيري أكثر ما يحدث في اليد والرسغ والقدم وفي الساعد أو الزند، ويأتي التخدير
لأن المريض لا يريد أن يشعر ، ويمكن إزالة الحالة عن طريق الإيحاء Suggestion .
ومن الأعراض العصابية
الشائعة للهستيريا Hysteria الغضب والشلل والتذبذب الانفعالي والضعف والتفكك
والقلق ، تظهر الأعراض الهستيرية كنوع من الحل اللاشعوري لمشكلة من المشاكل التي
يعانيها الفرد، وتظهر الأعراض في شكل شلل يصيب أي جزء من أجزاء الجسم، ومن الناحية
النفسية فإننا نجد أن الأشخاص الذين يميلون إلى الإصابة بهذا المرض يرغبون في أن
يواسيهم الغير وأن يتمتعوا بعطف الناس عليهم، كما أنهم قوم شديدوا الحساسية سريعو
الخجل ومن أهم الأعراض الهستيرية الذي يصيب بعض أطراف الإنسان الذراع أو الرجل أو
اللسان.
كذلك منها حالات
مرضية تشبه الربو أو فقدان الشهية أو القيء المستمر أو الصداع أو فقدان الإحساس
كلية أو زيادته زيادة شاذة في بعض أجزاء الجسم، كذلك من أعراضه النفسية فقدان
الذاكرة لفترة من فترات الحياة للإنسان التي كانت حافلة بالأحداث المؤلمة ، ولذلك
يرغب المريض في التخلص منها وذلك بنسيانها كلية ، ومن الأعراض النفسية أن المريض
قد يهيم على وجهه ويسافر إلى بلد بعيد، ولا يعلن عن شخصيته الحقيقية ، وقد تتخذ
الأعراض شكل تشنجات تشبه مرض الصرع، ولكنها تختلف عن ؟؟ الصرع لأن الصرع أساسه
عضوي ، ولكن التشنجات الهستيرية ترجع لأسباب نفسية كالغضب أو الانفعال الشديد.
ورغم أن الهستيريا
تصيب الناس في مختلف الأعمار ، إلا إنها تظهر بشكل أوسع انتشارًا في مرحلة
المراهقة ، حيث يميل المراهق إلى الهروب من تحمل المسئولية ويكثر من الشكوى ،
ويميل إلى اكتساب عطف الناس عليه ، ويسعى أن يكون محور اهتمام الجميع، كذلك قد يصاب
المراهق بحالة فقدان الذاكرة Amnesia ، كذلك قد يصاب بالتوهان أو التجوال Hysterical Fugue حيث
يهيم المريض على وجهه، ويترك منزله ويبدأ في حياة جديدة ذات نمط سلوكي مختلف،
ولكنه لا يذكر شيئًا عن هذه الخبرات عندما يشفى.
والغالب أن مرضى
الهستيريا لا يدركون الأصل السيكولوجي الذي يكمن وراء مشكلاتهم، وعلى كل حال فمن
الأسباب الرئيسية لمرضى الهستيريا وجود مواقف لا يرغب الفرد في المرور بها ،
فالطفل الذي يكره مدرسته قد يصاب بشلل في قدمه حتى يجد العذر الكافي لعدم الذهاب
إليها، كذلك فإن الرغبة الملحة في استدرار العطف والشفقة والرعاية قد تؤدي إليها،
ونزعة الهستيري في الاعتماد على الغير هي، في الواقع التي تجعله شديد القابلية
للإيحاء Suggestion ،
ولذلك يمكن استخدام هذه القابلية في علاج مرضى الهستيريا، وكثيرًا ما يعطون ماء
مذابًا فيه كميات من السكر على أنه دواء فعال وفعلاً تشفي أعراضهم الهستيرية.
أنواع الهستريا:
1- الهستيريا
التحولية:
كان فرويد يطلق هذا
الاصطلاح على التحويل الحقيقي لطاقة المريض الجنسية إلى أعراض مرضية ، والتي كانت
في جوهرها رمزية أو كانت تمثيلاً رمزيًا للدفاع المكبوت، ولكن ليس من الضروري أن
تكون ردود الفعل التحولية معزاة إلى أسباب جنسية كما ذهب فرويد.
والحقيقة الثابتة أن
الأعراض التحولية تساعد في خفض قلق المريض عندما تعجز حيلته الدفاعية الأخرى عن
التأثير، وتمتاز الأعراض في الهستيريا بفاعليتها في كبت قلق المريض، ولذلك يتحدث
جانيت عن عدم شعور المريض بالقلق أو الاهتمام بالأعراض مهما بلغت خطورتها كالعمى
أو شلل الأرجل، كذلك يتمتع المريض الهستيري بعطف المحيطين.
وبطبيعة الحال فإن
أعراض الهستيريا سيكولوجية في نشأتها وليست عضوية.
فالأعمى لا يستطيع أن
يرى ، ولكن عينه تكون سليمة عضويًا وكذلك مراكز الإبصار وخلاياه في المخ، والشخص
المشلول تكون عضلاته وأعصابه سليمة ومع ذلك لا يقوى على الحركة، ومن هنا فإنه
يلاحظ وهو يتحرك أثناء النوم ويحرك أجزاءه المشلولة حركة طبيعية، ولكن هذا لا يعني
بأي حال من الأحوال أن المريض يعلم، على المستوى الشعوري، أنه سليم وأنه غير مشلول
، بل إنه يصر على الطبيب أو الجراح أن يفحصه حتى يجد " العطب" فيصلحه.!
في الواقع قد يحدث أي
نوع من أنواع الشلل. فمنذ سنوات مضت كان شلل الأصابع ينتشر وغير ذلك من الشلل
المهني ، الذي كان يؤدي إلى نقل الفرد من وظيفة إلى أخرى ، وقد يصاب المريض بعدم
القدرة على الوقوف أو عدم القدرة على المشي حيث يستطيع المريض أن يحرك أطرافه وهو
نائم أو وهو جالس، ولكنه لا يستطيع السير، وقد يصاب المريض بفقدان القدرة على
الكلام، وهكذا فإن الشلل قد يصيب أي عضو أو أي وظيفة ، وعلى الرغم من أن جسم
المريض يكون سليمًا من الناحية التشريحية إلا أن الطبيب يجد صعوبة في التشخيص لذلك
كثيرًا ما كانت تجري عمليات جراحية نتيجة للخطأ في التشخيص.
وقد يفقد المريض
الإحساس إذ يشكو المريض إنه أصبح عاجزًا عن التذوق أو الشم أو أن قدمه أصبحت
مفرطحة ، وقد يفقد الشهية ، وقد يفقد القدرة على الإحساس بالضغط أو الألم فوق
الجلد، ويطلق على هذا العرض ( التخدير) ومنذ سنوات كان المرضى يعانون مما أطلق
عليه لفظ ( القفاز Glove)
أو الجارب ويفقد المريض الإحساس اللمسي كما لو كان يرتدي جاربًا أو قفازًا، مع
سلامة أعصاب هذه الأجزاء، وقد تغطى عدم الحساسية فروة الرأس أو ربكة المريض أو
رسغه.
وقد يصاب المريض
بالحساسية الحسية المفرطة أو الزائدة كان يشعر بالألم من التعرض لقدر عادي من
الإضاءة أو الأصوات ، وقد تصبح إجراء من الجسم ملتهبة وقد يشعر الفرد بألم شديد في
ظهره أو في بطنه، وقد تتخذ عدة إجراءات لإقناع المريض بأنه سليم عضويًا ، ومن أعجب
هذه الأعراض أن المرضى الذين فقدوا بعض أطرافهم يتخيل الواحد منهم أن يشعر بالألم
فيها، وعندما تتماثل الأعراض الجسمية للشفاء تأخذ الأعراض الحصرية في العودة ، وفي
القليل من الحالات تستمر الأعراض الحصرية جنبًا إلى جنب مع الأعراض التحولية، في
هذه الحالة يزاح القلق من مصادره الأصلية ويرتبط ببعض المخاوف أو الفوبيات، كالخوف
من الفشل في الحب ولقد أطلق فرويد على هذه الحالات هستيريا القلق
2- الهتسيريا
التفككية : Dissociative Hysterya
تتضمن الهستيريا
التفككية الكثير من الأعراض Symptoms
ومن أكثر الحالات جذبًا لانتباه الرجل العادي حالات فقدان الذاكرة أو الامنيزيا ،
وهي عبارة عن انحلال مجموعة من الأحداث في حياة المريض ، تلك الأحداث التي تحيط
بها الانفعالات القوية والحادة ، والمريض يفقد الذاكرة لأن في ذلك تخفيفًا من وطأة
الحصر أو القلق الذي يعاني منه/ وكثيرًا ما تصاحب حالةالهروب Flight or Fugu حالة
فقدان الذاكرة ، وفيها ينسى الإنسان من هو ويهرب من مواقف الحياة المهددة أو التي
تهدده.
وفي أثناء الهروب
يصبح المريض مضطربًا وفي حالة دوخة وعندما يصل إلى نهاية رحلته بعيدًا عن منزله
يفيق من حالة الاضطرابات ولكن فقط ليجد نفسه عاجزًا عن تذكر من يكون هو أو من أين
أتى ، هذه الأمنيزيا تختلف عن الأمنيزيا التي تنتج عن وجود تدمير في المخ، المريض
الهستيري يختار أو ينتقي تلك الذكريات التي تثير القلق أو التي تهدده،
أشكال الهستيريا التفككية.
المشي أثناء النوم:
وهناك شكل من أشكال
التكك وهو المشي أثناء النوم Somnamlistic or Sleep –
Walking
وهي حالة تشبه النعاس
، فيها ينفذ المريض بصورة رمزية وبصور طقوسية وبصورة نمطية بعض الأحداث المكبوتة،
والمشي أثناء النوم، مثل الأحلام له طبيعة رمزية ، فعلى سبيل المثال الشخص المحروم
المكبوت في الجوانب الجنسية ربما يقفز إلى أعلى ثم إلى أسفل عبر درج السلالم كبديل
رمزي للفعل الجني، وعندما يفيق الفرد من هذه النوبة فإنه ينسى كل شيء حولها.
تعدد الشخصية :
ومن أكثر حالات
التفكك تعقيدًا ، ومن أكثرها إثارة لخيال العامة حالة تعدد الشخصية أو ثنائية
الشخصية ual or Multipe Personality وهي أكثر إثارة لخيال الروائيين والقصصيين ،
وفيها يجد الشخص الهستيري فرصة سانحة للهروب من القلق بالانفصال من شخصية إلى أخرى
مع نسيان الأولى ويحدثنا التراث السيكولوجي عن مرضى كانت لهم أربع شخصيات.
3- الهستيريا التشنجية أو الارتعاصية: convulsive Hysteria
في عهد تشاركوت كان
هذا النوع من الهستيريا أكثر انتشارًا ، ولكن الآن لا توجد إلا نادرًا في المجتمع
الأمريكي، على سبيل المثال، في الحالات الشديدة جدًا يوجد وجه شبه كبير بينها وبين
الحالات الحقيقية لنوبات الصرع الكبير Epileptic Grand Mal
seizures .
وعلى الرغم من وجه الشبه الكبير ، إلا أن الفحص الدقيق يكشف عن الفروق من ذلك أن
الهستيري لا يؤذي نفسه أثناء السقوط، ولا يفقد الوعي فقدانًا كليًا أو مطلقًا،
وتظل انعكاساته العصبية سوية، ولا يعض لسانه أو يفقد السيطرة على مثانته أو قولونه،
وتختلف رسوم موجات المخ عنده عن مثليلتها عند الشخص المصروع ، وفي النوبات
الهستيرية الخفيفة يفقد الفرد السيطرة على انفعالاته الحسية فيبكي ويضحك في نفس
الوقت، ويلقي بنفسه بقسوة، وفي نهاية النوبة يصبح المريض طبيعيًا نسبيًا ويواصل
أنشطته اليومية، وكأن لم يكن.
نظرية فرويد في
الهستيريا:
أما نظرية فرويد
الهستيريا فكانت مختلفة فلم يعتقد فقد بأن الأعراض لها أسباب نفسية بل أن مصدر
الأعراض يظل خفيًا على المريض ، وأن السبب في عجز المريض عن استرجاع الأسباب يكمن
في أن الذكريات كانت غير سارة ومرتبطة بمشاعر الإثم ، لا يستطيع المريض أن ينسى
وإنما يكبت هذه الذكريات غير السارة يكبتها في اللاشعور ، ولكن لابد من وجود منفذ
أو مخرج Outlet يبحث المريض عن منفذ غير مباشر في شكل آلام
جسمية ، وهذا هو السبب في استخدام فرويد لاصطلاح الهستيريا التحويلية. في بداية حياته
استخدام فرويد التنويم المغناطيسيHypenosis كمنهج في العلاج ، وبعد
ذلك تحول إلى منهج التداعي الحرFree Association
الأعراض السمعية والبصرية للهستيريا:
المعروف أننا نركز
على ما نهتم به ونغض الطرف عما لا نهتم به، فنحن نرى فقط ما نريد أن نراه ، ونسمع
ما نريد أن نسمع فإذا عاش روائيان ففي مجتمع واحد ما وكتب كل منهما كتابًا عن
الناس في ذلك المجتمع، وكان أحدهما مثاليًا واقعيًا ، فإن الكتابان سوف يعرضان
سمات مختلفة تمامًا لهؤلاء الناس.
فسوف يعرض كل منهما
ما يتوقع وما يرغب في سماعه وفي رؤيته ، وفي الاضطراب السمعي والبصري الهستيري
يوجد حجاب كثيف للاشياء التي لا نريد أن نسمعها أو نراها، فالمريض لا يرى شيئًا
رغم سلامة الأعصاب وسلامة العين، أنه يخاف أن يرى بعض الأشياء، ولذلك يصاب بالعمى
، وقد يتخذ العرض شكل صعوبة في ابتلاع الطعام ، أو شكل عض اللسان وقد يحدث الاضطراب
في قدرة الفرد على الكلام.
والمعروف أن هناك
نسبة في المجتمع الأمريكي ، تتراوح ما بين 1- 2% من مجموع السكان يعانون من
التهتهة ، وفي نسبة قليلة جدًا يرجع الاضطراب لأسباب فيزيقية، وفي معظمها لأسباب
هستيرية، يشتاق الفرد أن يقول الكلمة الصحيحة، ولكنه يخاف أن يقول كلمة خاطئة ،
ولذلك تقف العوائق والموانع ضد وظيفة الكلام، وهنا يكون العرض مجدر تعبير عن
التوتر الناتج من الصراع ، ولذلك فإن علاج الأعراض لا يجدي دون علاج الأسباب.
وفيما يتعلق باضطراب
التنفس فعندما يتعرض الفرد لحالة من الإثارة الانفعالية فإنه يتنفس بسرعة وقد يجد
صعوبة في التنفيس حيث تظهر الهستيريا في شكل تقلص في العضلات الشعبية وإذا استمر
الحال قد يصاب المريض بالربو ، ولكن الربو لا ينتج دائمًا من التوتر الانفعالي ،
فهناك باب عضوية لهذا المريض، وفي كثير من الأحوال تتضافر العوامل العضوية مع
الانفاعالية لمضاعفة النوبات الربوية.
سمات الشخصية
الهستيرية:
يمتاز صاحب الشخصية
الهستيرية بالانبساط دون الانطواء وبالأنانية والتمركز نحو ذاته ، وبشدة القابيلية
للإيحاء والحساسية الشديدة للنقد، والطموح، وعدم النضج الانفعالي مع حاجته إلى
المديح والإطراء ، فهو يرغب أن يكون مع الناس، وأن يعبر عن نفسه بحرية ، ولكن
نظرًا لتوتره لا يستطيعه أن يفعل ذلك ، وهنا يظهر الإحباط عليه، إنه متمركز حول
ذاته، ولكن ليس بالمعنى الانطوائي، إنه ليس مهتمًا بحب الناس بقدر ما يهتم بجعل
الناس يحبونه هو.
إنه يرجع كل شيء إلى
نفسه ويفسر كل الخبرات الاجتماعية في ضوء شخصيته هو ، ولما كان شغفه في إرضاء
الناس كبيرًا ، فهو لذلك شديد القابلية للإيحاء ، ويدفعه شغفه الشديد بأن تحبه
الناس أن يكون ساذجًا في استجاباته لما يقولون.
ولما كانت رغبته
شديدة في التمتع بالمكانة الاجتماعية ، فإنه يصبح شديد الحساسية للنقد ، فالنقد
الخفيف يجعله متوترًا وقلقًا وحانقًا أو ساخطًا ، ويكثف من أعراضه الهستيرية،
ونراه طموحًا جدًا، لكنه يفتقر إلى النظام الذاتي أو كلاهما، إنه لا يهتم بالتحصيل
لذاته، ولكن من أجل المكانة التي تصاحب النجاح، إنه يرغب في المديح والإطراء، ولكنه يتوقع أن يشتريها بثمن رخيص، وحيث إنه غير ناضج انفعاليًا، فإنه لا يقبل
تحمل مسئولية الكبار.
بدء اضطراب الشخصية
الهستيرية ومسارة
في بداية الرشد يظهر
إضطراب الشخصية الهستيرية وقتل الأعراض بتقدم السن وغالبًا تضطرب علاقته بالآخرين
وتكون غير مشبعة وقد يحدث له تفاعل ذهاني قصير الحد أو اضطراب التحويل واضطراب
التجسيد.
هذا الاضطراب شائع
خاصة بين الإناث وبين الأقارب من الدرجة الأولى ويرتبط باضطراب التجسيد والكحولية.
غالبًا هؤلاء المرضى
لا يعون مشاعرهم الحقيقية ولذا فإن
توضيحها للهم يكون خطوة هامة في العلاج الذي يلزم أن يكون نفسيًا تحليليًا وتعطى
معه ، بعض العقاقير لتخفيف الأعراض التي قد تكون شديدة أحيانًا مثل القلق أو
الاكتئاب.
ليست هناك تعليقات: