مساحة إعلانية

أحدث المواضيع

أحدث المواضيع
مع تحياتي / علي عبد السلام ربيع

الجمعة، 3 مارس 2023

الجمعة، 3 مارس 2023

المخدرات التحليل النفسي والادمان

 ثالثـــا- التحليل النفسي و الادمان:



ان انصار هذا المنحى يسعون لتحليل دوافع الادمان , فهل يسعى المدمن للمخدر للتخلص من القلق والاكتئبات ؟ ام انه يسعى الية رغبة في النشوة وتحقيق اللذة؟ وهل يسعى للمخدر بعد ان خسر هدفا او موضوعا فيصبح المخدر السبيل الوحيد لتحقيق الهدف ؟

وتؤكد جماع الإجابات على هذه الأسئلة ان علاقة المدمن ببيئته ليست على درجة من التواصل والانسجام ,فعلاقته بالموضوع تشكو تصدعا.

ولا شك ان ثمة عوامل تدفع المدمن لتعاطي المخدرات, فهود في حاجة الى الأمن و الطمأنينة ثم الحاجة لإشباع الجنسي. ويؤكد انصار هذا المدرسة على حقيقة سلوكية هامة مفادها (ان كل مدمن للمخدرات يتعاطي للمخدرات, وليس كل من يتعاطي المخدرات يكون مدمنا ) وإيضاح ذلك يمثل ان في ثمة مواقف تجبر الفرد على المخدرات فبعض الناس يتعاطونها للعلاج وبعد الناس يعزفون عنها كهذا فليس من يتعاطي المخدرات يكونا مدمن حيث ان حالة الادمان تشير الى ضغوط وإلحاح حاجات نفسية وعضوية 

- تشير الدراسات التحليلية ان الشخص المدمن للمخدرات أصبح كذلك نتيجة للإحباط الفيمة التي واجهها في طفولته , فالمدمن شخصية فيمه سلبية. 

- يلاحظ ان مدمن المخدرات قبل تعاطي المخدرات يكون انطوائي, انسحابي , ولكنة بعد التعاطي المخدر يتحول للنقيض فتراه مقبلا على الحياة فرحا بإحداثها , سعيد بمن حوله مسرورا بهم انه يعيش في عالم هو مليكه ومجتمع هو سلطانه , وبينما هو كذلك سرعان ما يسيطر عليه المخدر فينام بعمق : تحميل العاب تنزيل برامج العاب افلام كرتون مصارعة  ووقتئذ فقط يحدث الاندماج والاستسلام والاسترخاء - ويؤكد التوجه التحليلي الدينامي ان الادمان إفرازه للمواقف المجتمعية الضاغطة, واستجابة للتأثير الكيميائي للمخدر, واهم هذا وذلك فان متغير شخصية الفرد ومدى قابلية واستعداد أبنية هذه الشخصية وبخاصة البناء الوجداني للإدمان , وهذا التغير الأخير هو الدافع الدينامي الحقيقي الذي يجعل الفرد مدمنا , وهذا يفضلا عن ان المدمن يشعر بإلحاح الفمية نحو يتجاوز إلحاح الجنسية او أي تغير غزيرة اخرى وهذا القسر الفمي يجعله مجبرا على إرضاءه واشباعه ولا سبيل سوى تناول .

المخدر عبر هذا الفم والذي يعد بمثابة الشراب و الطعام بالنسبة له , ان التحذير وبخاصة عن طريق الفم لا يعادلها في لذتها أي لذة البشقية اخرى ,انه إثناء التخدير يمكنان تحقق كل الاشباعات الشبقية والنرجسية. 

-يؤكد التحليل النفسي ان الشخصية المدمن قابلة لاحباط, فهو لا يستطيع تحمله فالمواقف المشحونة بالتوترات لا يطيقونها ويسعون منها للهروب ولا سبيل لذلك الا العيش في ظلال المخدر والذي من خلاله يتحقق ما يعجز عت تحقيقه , تتحقق له السلطة ويصبح يسيرا علية تحمل الضغط ومواجهة الازمة, وانه ينسجب من المواقع وما يجعله من الهموم وليس في حاجة  للرجوع الية الا اذا غاب اثر المخدر فلا باس من مس الموقع  ثانية .. 

رابعاً: النظرية الفارماكولوجية والإدمان .

لقد أكدنا غير مرة ان ظاهرة الادمان بمثابة الأرض المشتركة لعديد من العلوم الإنسانية والطبيعية , وإذا كان ذلك كذلك فان حق الجميع ان يدلون بآرائهم وان جماع هذا الآراء يمكن ان يفيد القارئ والباحث على معرفة المتغيرات والعوامل المرتبطة على نحو شامل .

والان ينبغي ان توضح ان بحوث السيكوفار ماركزلوجية تعني دراسة المحتوى الكيميائي للمخدر وعلاقة ذلك وأثاره على البدن 

وان هذا النظرية تضطلع بدراسة التحول الكيميائي (الايض) او التمثيل الغذائي لدى شخص المدمن مع محاولة بيان النواحي الجسمية والنفسية للمدمن وعموما فان ثمة محاولات ثلاث لهذه النظرية يمكن إجمالها بإيجاز على

النحو التالي : 

1_ تؤكد نظرية التمثيل الغذائي (الأبض) ان المخدر (المورافيين) يتحول في الجسم الى مادة يكون لها تأثير مضاد لتأثير المورافين وهذا من شانه ان يدافع لمزيد من طلب المخدر وتعاطيه .

2- ان المخدر له تأثيرات المتباينة فهو لا يثير فقط ويرفع من معدل الأدرينالين , ولكنه فضلا عن ذلك يؤدي الى الهبوط فهو يثور ويهبط معا فثمة إجراء في جهاز العصبي يعمل المخدر على إثارتها وثمة إجراء اخرى يعمل على خمولها وهبوطها ويلاحظ ان تأثير الهبوطي يختفي ويبقى التأثير التهيجي مع استمرارية الادمان يزيد قدر الجرعة التخديرية المطلوبة .

خامساً: النظرية الاجتماعية و الادمان : 

تتضمن النظرية الاجتماعية ثلاثة محاور رئيسية , يتصل الأول منها بصور الا يكلوجي , واما الثاني فيشير للتعلم الاجتماعي بينما يعني الثالث بالجانب الاجتماعي وبخاصة الأطروحات فيه, وأيا كان الأمر فأنة يمكن ان نلقى الضوء في عجالة على كل تصور من هذه التصورات وذلك على النحو التالي .

أ-المنحنى الايكولوجي و الادمان :

ان محور اهتمام المنحى الايكولوجي هو علاقة الإنسان بالبيئة عامة والبيئة المكانية الجغرافية علة وجه الخصوص . ولعله من العلوم ان البيئة وما تحمله الأرض من ظروف جغرافية وطبيعية وضغوط مجتمعية اقتصادية, وتناقضات ثقافية وصراعات سياسة وكذالك ما تحمله الأرض في جوفها وبطنها من خير يمثل في المعادن النفسية ونفط وغاز او ما يفوح عنها من شرور تتمثل في الحمم البركانية والزلازل كل من هذا العوامل او تلك التغيرات تؤثر على شخصية الإنسان في شتى أبنيتها المعرفية والوجدانية والنزوعية , وان الضغوط البيئية والازدواجية الثقافية يمكن ان تهيئ المناخ لخلق الانحراف, علاوة على وجود كثير من الأماكن المختلفة والتي يضم بين معطياتها المنحرفين ولصوص ومدمنين و مارقبين على القانون ان هذا الأماكن لها من الخصائص ما يجذب إليها المنحرفين فمساكنها مهدمة وشوارعها مزدحمة, وتفتقد الى الخدمات وتسكنها ثقافات متصارعة يغيب لتجار المخدرات والمتعاطين المدمنين 

ب_ منحى التعليم الاجتماعي و الادمان:

تستمد هذه النظرية بعض أصولها النظرية من النظريات السلوكية فالسلوكية السوي منه وغير السوي يتم تعلمه , فمن خلال مخالطة الفرد لشلة المدمنين والمنحرفين والتفاعل معهم واكتسابه لقيمهم ومعابيرهم واتجاهاتهم . كل هذه الخبرات تجعل المدمن متقبلا للإدمان كسلوك والسؤال ألان كيف يتم تعلم السلوك الادمان , وما هي مراحل وخطوات هذا التعلم .

يمر التعلم الاجتماعي لتعاطي المخدرات بعد مراحل : 

- المرحلة الأولى: لا بد ان يتعلم الشخص الطريقة السليمة والصحيحة والتي تؤدي بالفعل الى تخديره ومن ثم الشعور باللذة التي تعزز عودته للتعاطي .

- المرحلة الثانية: لا بد ان يشعر الشخص بمعنى واثر المخدر ويتفاعل معه وينفعل به وهذا الاشتراط أساس لضمان عودة الشخص للتعاطي . 

- المرحلة الثالثة : اذا تمت المرحلتين الأوليتين فان المرحلة الثالثة وهي مرحلة الاستمتاع تأتي كنتيجة منطقية لازمة لهما .ويلاحظ ان الشعور باللذة والاستمتاع بتعاطي المخدر لن يتم الا من خلال الاندماج مع الإقران المعنيين بهذه العادة , فمن خلالهم تنتقل خبرة الاستمتاع والإثارة, فذوي الخبرة في هذا المجال يتملكونه من مهارات التعليم وتأثير,فيوجهونه للسلوك الممتع ويجنبونه السلوك غير الممتع. 

جـ _ المنحى الاجتماعي الحديث والإدمان :

يعتمد هذا المنحى على عدة مسلمات اجتماعيه من أهمها:

ان الفرد والجماعة يتلازمان تلازم وجهي العملة فهما لا ينفكان 

وجودًا وعدمًا ويبدأ ذلك الإنسان منذ المهد ويستمر حتى اللحد ومن ثم فإذا كانت الجماعة سوية سيكون الفرد كذلك ويلاحظ ان شخصية الفرد تنمو أصيبت النماذج السلوكية المطروحة من قبل الرواد وأولي الأمر فإذا سياقاتها المختلفة , وهكذا فعلاقة الذات بالأخر أصبحت كذلك وعمومًا فإن المحاور الأساسية لهذا المنحى يمكن إجمالها فيما يلي : 

1- اضطراب التطبع الاجتماعي :

نعلم انة منة خلال التطبيع يتحول الكائن من كيان بيلوجي الى 

منتج حضاري ثقافي , انة من خلال التطبيع يكتسب الوجود والمعني , الحياة والهوية والدلالة , ويلاحظ ان لكل مجتمع أساليبه الحياتية ومفاهيمه الخاصه , وان لكل مجتمع ثقافاتة الفرعية وانه كلما تجانست ثقافة العامه مع ثقافة الخاصه كلما تلاشت الامراض الاجماعية وقل الصراع , وهكذا فكلما قلت الهوة بين نظام حياة الفرد وبين نظام الجماعه كلما زاد المجتمع تماسكا بالعايير والقيم .

2-الصراع بين اتجاهات الفرد وقيم الجماعة .

معلوم ان للفرد اهتماماتة ودوافعه وقيمة التي اكتسبها من البيئه الاجتماعية, اما في حالة توحد الذات مع قيم ورؤي الاخر واندماجها فان الانجرفات تتبدد وتقل الصراعات الثقافية .

ويؤكد الاجتماعيون ان اضطرابات السلوك تعد افرازة لضعف مهارات تفاعل الفرد مع الجماعة وعجزة عن تمثيل قيم الجماعه 

الانة احيانًا يحس الافراد ان بعض المعايير مفروضه عليهم ومن ثك لاتشبع حاجتهم وهنا يحسون بالنفور منها والخروج عليها والارتداد عنها ولابأس ان يحدث ذلك اذا واتتهم الفرصة فتطفو على السطح رموز ثقافية غريبة .

2- اضطراب الادوار الاجتماعية :

ويؤكد الاجتماعيون ان نجاح الفرد في ادوار الموكولة الية من قبل الاخر تخلع علية قدرا من الطمانينة والتوكيدية , ويلاحظ ان فشل الفرد بادواره المجتمعية تنتشر في المجتمعات الصناعية حيث يزداد الضغط الاجتماعي والنفسي وينتشر الاغتراب ويضعف الانتماء ومن ثم انتعش الجريمة ولادمان. اما في المجتمع الريفي البسيط فغالبا ما ينجح الفر في القيام بالادوار المنوطة به وبالتالي تقل الانحرافات السلوكية .

وخلاصة القول :-

انة من خلال استقرار الاصول الفلسفية لهذة الظاهرة نخلص الى من المعتذر ان نعزي الادمان لسبب واحد محدود , كما لايوجد سبب مباشر, وان ثمة اسباب بيئة اجتماعية نفسية طبية , بيلوجية يمكن ان تفسر في ضوئها هذة الظاهرة, ويمكن ان نلخص هذه الاسباب . 

اولا – العوامل البيلوجية : 

وتشتمل العوامل البيولوجية على عدة اسباب فمنها مايرتبط بالوراثة حيث تشير بعص الدراسات الطبية ان التوائم المتجانسة يزيد الادمان لديها الى ضعف عنة بين التوائم غير المتجانسة , فضلا عن انه يحتمل ان بنتقل ادمان الكحول الى الطفل عن طريقة مستقبلات مخية بتأثير صبغات وراثية .

- وتشير البحوث الطبية ايضا الى ثمة امراض جسمية تقتضي تعاطي المخدارات وذلك مثل الامراض السرطانية والام المفاصل ولاشك ان هذا التعاطي يمكن ان يؤدي للادمان

- ولاشك ان تعاطي الام للعقاقير خلال فترة الحمل يمكمن ان يهيئ الطفل بعد الميلاد وعند البلوغ ويصبح لدية اعتماد فسيولوجي على التعاطي ويتعود علية

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ my health today 2017 ©